كلام رائع للامام ابن عبد البر حول تكلم العلماء في بعضهم البعض

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى
بعد أن ذكر حكم قول العلماء بعضهم في بعض
هذا الباب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك . والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت
فيه إلي قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينةعادلة تصح
بها جرحته على طريف الشهادات ، والعمل فيها من المشاهدة
والمعاينة لذلك بما يوجب قوله من جهة الفقه والنظر ، وأما
من لم تثبت إملمته ولا عرفت عدالته ، ولا حصلت لعدم
الحفظ والإتقان روايته ، فإنه ينظر فيه إلي ما تفق أهل العلم
عليه ، ويجتهد في قبول ما جاء به علي حسب ما يؤدي النظر
إليه والدليل علي أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير
المسلمين إماما في الدين قول أحد من الطاعنين : إن السلف
رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير
في حال الغضب ومنه ما حمل عليه الحسد كما قال ابن عباس
ومالك ابن دينار وابو حازم ، ومنه علي جهة التأويل مما لا يلزم
القول فيه ما قاله القائل فيه ، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف
تأويلاً ، وإجتهاداً لا يلزم تقليدهم في شيء منه منه دون برهان
ولا حجة توجيه
صفحت 440
وايضاً قال في صفحت 452
فمن أراد أن يقبل قول العلماء الثقات الأئمة الأثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قوله م الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعضهم في بعض ، فإن فعل ذلك ضل ضلالاً بعيداً وخسر
خسراناً مبيناً .وكذلك إن قبل في سعيد ين المسيبقول عكرمة ،
وفي الشعبي والنخعي وأهل الحجاز وأهل مكة وأهل الكوفة
وأهل الشام علي الجملة ، وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرنا
في هذا الباب وما ذكرنا عن بعضهم في بعض ، فإن لم يفعل ولن يفعل إن هداه الله وألهمه رشده فليقف عند ما شطرطنا في أن لا يقبل فيمن صحت عدالته وعلمت بالعلم عنايتهوسلم من الكبائر
ولزم المروءة والتعاون ، وكان خيره غالباً وشره أقل عمله ،
فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به ، فهذا هو الحق الذي لا
يصح غيره إن شاء الله
إلي أن قال رحمه الله
ومن لم يحفظ من أخبارهم الا ما بدر من بعضهم في بعض علي الحسد والهفوات والغضب والشهوات دون ان يعنىبفضائلهم حرم
التوفيق ودخل في الغيبة وحاد عن الطريق . جعلنا الله واياك ممن يسمع القول فيتبع احسنه